31 يناير 2007
أبو ظبي، الإمارات العربية: حذرت دراسة للصندوق الكويتي للتقدم العلمي، من تزايد المخاطر التي تسببها محطات تحلية المياه، على النظم البيئية بمنطقة الخليج، مما يهدد بتزايد مشكلات تلوث الهواء والبيئة البحرية بالمنطقة.
لمحطات تحلية المياه مخاطر على البيئة في منطقة الخليج
وقالت الدراسة، التي عرضت نتائجها الثلاثاء، ضمن فعاليات مؤتمر "البيئة 2007"، المنعقد في أبو ظبي، إن محطات تحلية المياه، وكذلك محطات توليد الطاقة، يشكلان مصدرين خطيرين للتأثيرات البيئية على النظم البيئية، نظراً لأنهما يعتبران من أهم الأنشطة الرئيسية بمنطقة الخليج.
وجاء في الدراسة، التي قدمها محمود عبد الرحيم، مدير برنامج البيئة والتلوث بالصندوق الكويتي، أن "النسبة غير المسبوقة في النمو الصناعي والعمراني بدول مجلس التعاون الخليجي، أدت إلى مضاعفة عدد محطات تحلية المياه وتوليد الطاقة في الخليج خلال العشرين عاماً الماضية."
وقال إن إجمالي كميات المياه التي تم إنتاجها من محطات التحلية بمختلف الدول الخليجية خلال العام 2005، بلغ حوالي 19 ألف متر مكعب.
وتواجه الدول الخليجية تحديات بيئية كبيرة، بسبب الطفرة التنموية التي تشهدها تلك الدول، ما أدى لارتفاع تعداد السكان بها، وهو الأمر الذي ينعكس على تضاعف معدلات استهلاك المياه والموارد البيئية الأخرى.
وتعتبر تحلية المياه أحد الحلول الفعالة لتوفير احتياجات المنطقة من المياه، إلا أن الدراسة أشارت إلى أنها "ليست الحل الأمثل" لمواجهة تحديات ندرة المياه في المستقبل.
وأضافت الدراسة أن الانبعاثات الصادرة عن محطات تحلية المياه، تعد أحد الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة التغير المناخي، فضلاً عن المشكلات البيئية الأخرى، ومنها تلوث الهواء والمياه، نظراً لاستخدام تلك المحطات مصادر وقود غير صديقة للبيئة.
وقال عبد الرحيم إن "علامات الإجهاد الإيكولوجي" بدأت في الظهور على البيئة البحرية في الخليج، خاصة في مسطحات المياه الضحلة، مشيراً إلى أن معظم محطات تحلية المياه، يقع في المناطق الدافئة، والمناطق الحساسة بيئياً، والتي تتعرض لتأثيرات خطيرة، بسبب إعادة تصريف المياه المرتجعة، الناتجة عن عملية التحلية، والتي ترتفع بها نسبة الملوحة ودرجة الحرارة.
وأشارت مناقشات اليوم الثالث للمؤتمر، الذي تنظمه هيئة البيئة بابوظبي، إلى أن المياه أصبحت نادرة ومن ثم أصبحت إدارة المياه الفعالة والحلول المبتكرة للاستعمال والتوزيع الأمثل لموارد المياه ضرورة ملحة، كما أن التحدي الأساسي الذي تواجهه منطقة الشرق الأوسط يتمثل في المحافظة على التوازن ما بين توافر المياه واستعمالها.
كذلك تعتبر إدارة شبكات المياه إحدى أهم القضايا الملحة في الدول الخليجية، نظراً لأنها ترتبط بأكثر من 60 في المائة، في الاستثمارات ومصروفات التشغيل، إذ تمثل الخسائر في شبكات إمداد المياه والمجاري ما بين 10 و50 في المائة.
ويشارك في تنظيم المؤتمر، برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، والمجلس العالمي للطاقة المستدامة.
ويقام على هامش المؤتمر معرض متخصص يتضمن عرض أحدث الابتكارات في مجال استخدامات موارد الطاقة المتجددة، حيث يركز على القضايا الأكثر حساسية للمنطقة، مثل تطوير التقنيات المستدامة لتحلية المياه ومعالجتها، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة في المباني، ونظم التكييف والتدفئة.