ولد الفقيه الأصولي الأديب الشاعر المجاهد الشيخ محمد المختار السوسي بمنطقة سوس جنوب المغرب في قرية " إلغ"
التي تبعد عن مدينة تيزنيت بنحو 84 كيلومتر سنة1319 هجرية حوالي سنة 1901م )، من أسرة ذات حرمة في القبيلة الإسلامية، وتوفي رحمه الله تعالى في 28 جمادى الثانية 1383 الموافق 15نوفمبر .1963 لتمسكها القوي بالعقيدة
حفظ القرآن الكريم وأشهر المتون الفقهية واللغوية على يد فقيه قرية إلغ الشيخ عبد الله بن محمد، ثم على يد العلامة الطاهر الإفراني ، ثم الشيخ عبد القادر السباعي.
التحق طالبا بجامعة ابن يوسف بمراكش سنة 1338هـ ( حوالي سنة 1919م )، ثم بجامعة ثم بجامعة القرويين بفاس سنة 1342هـ ( حوالي سنة 1923م )حيث أخذ عن الشيخ محمد بن العربي العلوي قطب سلفية عصره، وكون مع مجموعة من زملائه جمعية أدبية تبلورت فيها نزعته الوطنية التي زادها تأججا صدور الظهير البربري فجرد قلمه لمقاومته وخوض معركة الوحدة الوطنية على أسس إسلامية. وهناك ساهم في تأسيس الحركة الوطنية مع مجموعة من زملائه من أمثال
الفاسي و الشيخ عبد العزيز بن إدريس والشيخ محمد الحمداوي وغيرهم... الزعيم علال
وفي سنة 1347 هـ ( حوالي 1928م) التحق بالرباط واتصل بالشيخين شعيب الدكالي والمدني بن الحسني وأخذ عنهما، ثم اشتغل بتدريس الحديث والفقه والأصول والمنطق والأدب. ثم انتقل إلى مراكش ودرس بالزاوية الدرقاوية بباب دكالة، بجانب نشاطه الوطني تحريضا للشباب، وتنظيما للجمهور وتوعية، ومواساة للفقراء والمعوزين بماله الخاص، فتضايق الفرنسيون من نشاطه ونفوه إلى مسقط رأسه إلغ ودام منفاه سبع سنين ، ثم سمح له بالعودة إلى مراكش سنة 1365هـ
( حوالي سنة 1945م) ، ولكن الفرنسيين عادوا لنفيه إلى الدار البيضاء سنة 1951م، وهناك عمل أيضا في الحقل
وهناك عمل أيضا في الحقل الوطني رفقة صديقه المرحوم الشيخ محمد الحمداوي، وتتلمذ عليه ثلة من الشباب منهم الشيخ عبد الكريم مطيع الذي كان في السادسة عشرة من عمره؛ ثم نفي مع زميله الشيخ محمد الحمداوي إلى" أغبالونكردوس"
في الصحراء، فكان يقضي نهاره في تدريس اللغة العربية لبعض الوطنيين المنفيين وبقي بالمنفى إلى مستهل سنة 1955 م حيث رجع إلى الدار البيضاء بعد أن أفرج عنه ..
للشيخ محمد المختار السوسي تراث فكري وفقهي وتاريخي وأدبي ضخم مطبوع وغير مطبوع، منه كتاب المعسول، وسوس العالمة وديوان شعر يضاهي به فحول الشعراء.
من شعره:
حتى متى شعبي يعبده الجهـل كأن لم يكن قطب السيادة من قبــل
كأن لم يكن يوما مديرا لتلكم المماليك يحمي ما يشـــاء ويحتـــل
كأن لم يكن بين الشعوب محكما إذا قال يحني الرأس من رأسه يعـلــو
أجـل إننا كنا وكنا وهكذا يقول لسان القول من قواـه القـــول
ولكن إذا ألقيت يومك نظرة فكم لوعة تذكو وكم حسـرة تعلــو
لتسقط على الأرض السماوات ولتقم قيامة شعبي فالهلاك ولا الجهـل
فقد ضاق بالشعب الجهول خناقـه وقد ساء محياه وقد طفح الكيـل